ما هو الواد ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يعتقد الكثير منا أن لفظ ( الوادِ ) على لسان القرآن العظيم يعني ( المنخفض )

أي ما بين مرتفعين ( a valley ) ، ( un cours d'eau ) ) قناة مجرى مائي (

و هذا المفهوم الذي ورثناه من المعاجم و غير ذلك خاطئ

و هذا الخطأ يؤدي بنا إلى سوء معرفة مكان الكعبة

بسم الله الرحمن الرحيم

رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) سورة إبراهيم

لكن لاحظت أن الأغلبية مصّرت على هذا المفهوم الخاطئ بحجة المعنى المقدم من طرف المعاجم

ما هو المعنى الحق لكلمة ( الواد ) المذكورة في القرآن الكريم ؟

أودية جمع واد

بسم الله الرحمن الرحيم

أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17) سورة الرعد

أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا: ما جَرَّ الماء في طريقه عند اختلاطه بما تحتويه الأودية و السيلان يكون من مرتفع نحو منخفض

فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ: السيل هو الخليط الذي جرّه الماء من المرتفعات ( الأودية (

من خلال الآية الكريمة يتبين لنا أن الأودية مرتفعات

بسم الله الرحمن الرحيم

وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (09) سورة الفجر

ما معنى جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ؟

نعلم من القرآن العظيم أن ثمود كانوا ينحتون من الجبال بيوتا

بسم الله الرحمن الرحيم

وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) سورة الشعراء

وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا : أي الصخور المستخرجة من الجبال

ينحتون تلك الصخور لتحويلها لبيوت

أين كانت تشيد تلك البيوت ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) سورة الأعراف

من الواضح أن ثمود كانوا ينقلون الصخور المستخرجة من الجبال نحو السهول ) تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا (

حيث وصف الواد بالجبل

جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ : أي ثقبوا الحجر الضخم بالواد

بالواد: المكان الذي يحتوي على الصخر

و بالتالي فالواد هو أيضا كتلة مرتفعة عن سطح الأرض

و هذا يعني أن الواد هو التل و التلال أنواع ) أي يوجد أنواع مختلفة من التلال (

و الآية 74 من سورة الأعراف تبين لنا عملية تحويل الصخور إلى قصور تتم على السهول

السهول هي المناطق المستوية

الواد = التل = ( a hill )

الواد: ارتفاع عن سطح الأرض يتراوح ما بين ضعيف إلى معتدل ذو درجة ميلان معتدلة و قمته مستديرة

و يوصف في بعض الأحيان بالجبل إذا كان ذو ارتفاع معتدل و درجة ميلان حادة

بسم الله الرحمن الرحيم

فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) سورة القصص

ما هو شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) سورة الفتح

كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ

ما هو الشطأ ؟

الشطأ هو أول ما يخرج من البذرة حينما تنبت أي الجذر الجنيني

و الجذور هي الجزء السفلي الذي يثبت النبتة

و منه

شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ يعني السفح الأيمن للواد

أي نُودِي من أسفل التل عند جزئه الأيمن ( الجزء السفلي الأيمن للتل )

و امتداد السفح يؤدي إلى القمة

بسم الله الرحمن الرحيم

حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) سورة النمل

حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ: تواجد وادي النمل على طريق مرور سليمان و جنوده

قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ : نبهت نملة باقي النمل بالابتعاد عن الطريق و هذا بالدخول إلى المساكن ) أي الاختباء في الواد )