لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله الرحمن الرحيم

هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (05) سورة يونس

 

لاحظت أن الأغلبية عند قرأتهم للآية (05) من سورة يونس يظنون أنها تقول أن عدد السنين و الحساب مرتبط بالقمر فقط

و بالطبع هذا مجرد ظن و ليس ما تقوله الآية

 

فالآية (05) من سورة يونس تؤكد لنا أن عدد السنين و الحساب مرتبط بالشمس و القمر و منازل القمر

فكل من الشمس و القمر و منازل القمر يؤدي دورا في الحساب

و من المستحيل عزل الشمس عن القمر و منازله لحساب عدد السنين

 

و ما جاء في الآية (12) من سورة الإسراء لا يجعل مجالا للشك من ذلك

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً (12) سورة الإسراء

 

فالآية (12) من سورة الإسراء تؤكد لنا أن عدد السنين و الحساب قائم على آيتي الليل و النهار

نعلم أن البروج تظهر إلا ليلا فهي تنتمي سِوى لآية الليل

و أن الشمس ترافق إلا النهار فهي تنتمي سِوى لآية النهار

 

و بالتالي فحساب عدد السنين مرتبط بالشمس و البروج

 

لكن لا يمكننا تحديد البرج الذي ترافقه الشمس إلا بواسطة القمر عبر منازله

و بالتالي يجب علينا معرفة العلاقة الحسابية التي تربط الشمس بالقمر و منازله

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (05) سورة الرحمن

الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ: برهان واضح أن الشمس و القمر يربطهما حساب دقيق

 

حيث

دور القمر هو الإنارة ( وَالْقَمَرَ نُورًا )

إنارة المجرى الفلكي الذي من خلاله نحسب عدد السنين

 

فمن خلال حركة القمر عبر فلكه توصلنا إلى تحديد البروج الإثنا عشر ( وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ )

حيث هذه البروج تنقسم إلى منازل قمرية ( وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ )

 

و في نفس هذه البروج المجزئة إلى منازل قمرية تتنقل الشمس في فلك معامد لفلك القمر حتى لا يتداركا ( لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ )

 

و ما يولد انتقال الشمس من برج إلى برج آخر حتى عودتها إلى نقطة الانطلاق ( النقطة الربيعية ) بعد 366 يوم هو بطأ سرعتها بالنسبة لسرعة البروج فلا تستطيع الاستقرار ببرج معين ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا )

 

فلو لا القمر و منازله لما استطعنا رصد حركة الشمس عبر البروج

لأن الشمس لا تظهر إلا نهارا عكس القمر الذي يظهر ليلا وسط المجموعات النجمية ( البروج و بالتالي المنازل )

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا

وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا (02) سورة الشمس

وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا: أي القمر عندما يعكس موقع الشمس

 

فَعُمر القمر ( طوره ) يُمثل عدد المنازل القمرية التي تفصله عن المنزلة القمرية المتواجدة فيها الشمس

و هذه هي العلاقة الحسابية التي تربط الشمس بالقمر و منازله

 

فدور القمر عبر منازله و أطواره هو تحديد الموقع الفلكي للشمس

لأن الشمس لا تظهر إلا نهارا فلا يمكننا رؤية البرج الذي ترافقه

 

و بالتالي فالسنة هي دورة شمسية كاملة عبر المنازل القمرية

و ليست 12 دورة قمرية


 

تعليقات