السنة و العام

 

السنة و العام

هل بينهما فرق تعريفي أم حسابي ؟

 

بعض الباحثين افترضوا أن السنة غير العام من ناحية الحساب

وربطوا السنة بالدورة القمرية والعام بالدورة الشمسية ولا أساس لهذا من الصحة

حيث لا توجد أي آية قرآنية تبين لنا كيفية تحويل السنة إلى عام أو العكس

 

و بالتالي فالفرق بين السنة و العام يبقى فرق تعريفي

لأنه يستحيل علينا طرح وحدتين مختلفتين من دون معرفة كيفية تحويلهما لنفس الوحدة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) سورة العنكبوت

 

نوح عليه السلام لبث في قومه 1000 سنة إلا 50 عاما

أي مجموع سنوات غياب نوح عن قومه خلال تلك الألف سنة يساوي 50 عاما

و هذا يعني أن نوح عليه السلام لم يغب عن قومه فترة 50 سنة مباشرة بل كان غيابه على فترات متقطعة إلى خمسين فترة

حيث لم تتجاوز أقصى فترة غيابه عن قومه عاما واحدا

 

و لهذا لم تكتفي الآية بذكر ( تسعمائة و خمسون سنة )

و ذكرت ( أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا )

 

فمن خلال الآية (14) من سورة العنكبوت أدركنا أن لفظ "عام" جاء لتقديم تفاصيل الفترة الزمنية التي غاب فيها نوح عليه السلام عن قومه

و بالتالي لفظ "عام" جاء لتمييز السنوات الاستثنائية التي لم يدعوا فيها نوح قومه

 

و هذا ما سنلاحظه في الآيات التي ورد فيها لفظ "عام"

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ

ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ

ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) سورة يوسف

 

العام الذي يغاث فيه أهل مصر و فيه يعصرون سنة استثنائية بعد السبع شداد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) سورة التوبة

إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا: "عَامِهِمْ هَذَا" سنة استثنائية لا يحق بعدها للمشركين الاقتراب من المسجد الحرام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) سورة لقمان

وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ : الفصال سنتين مخصصتين للمولود الجديد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) سورة البقرة

مِائَةَ عَامٍ: هي مائة سنة استثنائية نسبة للذي أماته الله عز وجل

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) سورة التوبة

سنة تتميز بإضافة النسيء و سنة تتميز بإلغاء النسيء

 

و بالتالي لفظ "عام" يأتي للإشارة إلى السنوات الخاصة، المتميزة والاستثنائية


 

تعليقات